a دراسات: April 2006

Wednesday, April 19, 2006

اللوبي الصهيوني والسياسة الأمريكية

ربما يكون من المفيد عند مراقبة صيرورة تصرف منحنٍ بياني لسياق ما التركيزعلى الحالات الحدية التي يمر بها المنحني أو بالقرب منها -أو افتراض هذه الحالات- بغرض تفسير سير المنحني قبلاً والتنبؤ بمستقبله بعداً. تبعاً لذلك يمكننا افتراض –كحالة حدية- مجيء مرشح للرئاسة الأمريكية لم يدمغ بموافقة اللوبي الإسرائيلي، ومن ثم أن يقوم هو نفسه بقفزة في المجهول ويجاهر بالعداء لهذا اللوبي وفي خاتمة المطاف أن ينجح.
تتشارك الكثير من العوامل والمراحل في صناعة القرار الأمريكي من رسم للاستراتيجيا ووضع حبكة التكتيك على المدى المتوسط إلى تفاصيل تكتيك الوقت الحاضر، وإن كان من غير الممكن إجمال الروابط بين تلك العوامل بنمط واحد (عمودياً، أفقيا،ً دورانياً أو حلزونياً..)، لكنها بمجموعها تمثل السلطة ( مؤسسة الرئاسة، الكونغرس، أجهزة المخابرات والبنتاغون، مراكز الأبحاث، جماعات الضغط ، الإعلام والرأي العام......).
في السابق كانت الدراسات تذهب إلى قياس مدى تأثير اللوبي الإسرائيلي على صناعة القرار الأمريكي وكيف تعمل أذرع اللوبي لترسيخ سطوتها في كل من العوامل آنفة الذكر. الآن يمكننا اعتبار هكذا دراسات مدخلاً لفهم السياسة الأمريكية بحد ذاتها بحكم التماهي القائم بين اللوبي والسلطة، حيث أصبحت آلية اتخاذ القرار وكيفية انتقال وتدرج عناصر اللوبي تشكل الصيرورة التي تؤطر شكل الحكم والقرار في الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالي عند الحديث عن شكل ارتباط (السلطة -اللوبي) باستراتيجيا الولايات المتحدة على امتداد الرقعة الأرضية، نذهب إلى السؤال عن جدلية العلاقة بين تراجع الاستراتيجيا أو إعادة تموضعها أو تغييرها وبين تراجع-إعادة تموضع- تغيير هذه (السلطة-اللوبي)، ومن يعكس على من وكيف يمكن أن ينعكس.
"ماالذي يجب فعله" يتسائل أخيراً فرانسيس فوكوياما صاحب نهاية التاريخ والذي كان أحد أبرز مؤيدي الحرب على العراق استراتيجياً، ويجيب هو: "الآن وإذ يبدو أن لحظة المحافظين الجدد قد ولت، يجب أن تجري الولايات المتحدة إعادة تحديد مفهومية لسياستها الخارجية بطرق أساسية عدة".
أما وإن كان فوكوياما لايخبرنا كيف ولّت لحظة المحافظين الجدد، فهو حدد قبلاً موقفه: "لو انسحبت الولايات المتحدة من المسرح العالمي بعد خفض قواتها في العراق. لكانت هذه مأساة كبيرة في نظري لأن القوة والنفوذ الأمريكيين يؤديان دوراً أساسياً في الحفاظ على نظام منفتح يزداد ديمقراطية حول العالم". أي أن فوكوياما يذهب إلى خفض للقوات في العراق على عكس ما يذهب إليه مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق بريجنسكي الذي قدم خطة للانسحاب من العراق وفق مبدأ "من دون انتصار لكن أيضاً من دون هزيمة"، بريجنسكي الذي يصنف على أنه
الأبرز في الاستراتيجيا على غرار أن كيسنجر هو الأبرز في التكتيك، وربما ليس من قبيل الصدفة أن تعلن كوندوليزا رايس أن آلاف الأخطاء التكتيكية قد ارتكبت في سياق الحرب على العراق و تستطرد بالقول أن الاستراتيجيا كانت صائبة، و بين النظر إلى تخبط الاستراتيجيا مع ما يمثل كل من هؤلاء وبين أخطاء التكتيك، يذهب فوكوياما إلى انتقاد استراتيجية القطب الواحد لكنه في السياق يفسر كيف حددت الطريقة التي انتهت بها الحرب الباردة تفكير المحافظين الجدد، وكيف أن التفاؤل المفرط بشأن التحول إلى الديمقراطية –في ضوء سجل العقود الثلاثة الماضية-يساعد على تفسير إخفاق إدارة بوش غير المفهوم في التخطيط كما يجب لمواجهة ا لتمرد الذي ظهر لاحقاً في العراق.
لقد فرض أسلوب القطب الواحد تضخماً هائلاً في أعباء إدارة الجبهات والمستعمرات، إضافة إلى استثارة أقرب الحلفاء واستنهاض عداوتهم، الأمر الذي أدى إلى تعقيد هائل في الإدارة في أجواء اللاحرب والسباق مع الوقت للاستحواذ على غنائم الحرب، وتزامن ذلك مع استكمال حلقات السيطرة المتدرجة لثنائية اللوبي الإسرائيلي-المحافظين الجدد ووصول عناصره إلى مراكزصناعة القرار وربطها بكارتيلات النفط والمركب الصناعي الحربي والفساد لتأكيد السيطرة، وابتكار الخطط التصعيدية التي تضع مصالح اللوبي وأدواته على رأس الأولويات، واندفاعهم نحو المقدمة الأمر الذي رسخ قوتهم بشكل لم يسبق له مثيل، إلا أن ذلك شكل ربما أكبر الضرر ليس للوبي بشكل مباشر وإنما للحامل الاستراتيجي له أي الولايات المتحدة الأمريكية، وسيستمر اللوبي في ذلك الضرر طالما بقي متحكماً بالإسلوب ذاته الذي يقفز فوق خبرة هائلة متراكمة ربما كانت قادرة على الإدارة والتكتيك في وقت تلوح فيه حاجة الولايات المتحدة إلى شكل من إدارة الأزمات أمام تحديات الاقتصاد وصعود القوى الجديدة كالصين والهند، والعودة المبكرة لروسيا، واليسارالذي يعود بجديده الاجتماعي إلى الفناء الخلفي البوليفاري، بينما أمريكا تغوص في المستنقع العراقي.
تتجاذب الولايات المتحدة وجهة نظر تدعو إلى بداهة التحول إلى الإنكماش التدريجي المحسوب على جبهات الصراع مع الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من المكاسب، وتغالطها وجهة نظر أخرى بالقول أن شيئاً كهذا يشبه الإنتحار البطيئ أمام القوى الصاعدة، لذلك نرى الإدارة الأمريكية تتخبط بين التراجع وإعادة التموضع وبين الهروب إلى الأمام الذي يغذيه صقور المحافظين الجدد ويتسق مع ظهور سيناريوهات الحرب الأهلية الشاملة والحرب النووية التكتيكية أو حتى التفجير النووي وتظهر معه فرضيات قرب سقوط الإمبراطورية أو حتى تفتيتها.
وبالعودة إلى الأخطاء التكتيكية التي تحدثت عنها رايس، يمكننا قراءة أكثر من عنوان يحمل توقيع اللوبي وعصبة الفساد المتغلغل في الإدارة: أحمد الجلبي، جي غارنرمرشح جينسا (المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي)، هاليبرتون وإنرون عملاقا الطاقة والكثير الكثير مقترناً بأسماء بدءاً من بيرل وفايث وإبرامز وليس انتهاءً بوولفوفيتز، وعند التدقيق في المسار التصحيحي نقرأ زالماي خليل زاد القادم من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومح افظون جدد آخرون يدخلون من النافذة بعد أن خرج بعضهم من الباب، ونقرأ أيضاً عن نقل الملف العراقي إلى وزارة الخارجية وحمائم اللوبي-المحافظين الجدد، وكذلك الحديث عن لجنة بيكر التي شكلت لتقديم تقويم واقعي وصريح عن الوضع في العراق لنقرأ بين أسماء أعضاء اللجنة رودولف جولياني ومايكل كوهين.
لاشك أن وضع إدارة بوش صعب، وشعبيته وشعبية نائبه تشيني في الحضيض وتتجه نزولاً خاصة بعد الاتهامات التي وجهها سكوتر ليبي إلى بوش في فضيحة فاليري بلايم عميلة الاستخبارات الأمريكية، إلا أنه عند البدء بمناقشة البديل يظهر أنه من الصعب الحديث عن انقلاب على اللوبي حتى في أقرب فرصة قادمة في الخريف المقبل (انتخابات الكونغرس) إذا ما أخذنا بعين الإعتبار الآلية التي يصل بها الأعضاء إلى مجلسي الشيوخ والنواب وتحكم اللوبي بالمال والإعلام والمنظمات، وبالتالي يبدو ذلك كانقلاب أمريكا على أمريكا نفسها في وقت من غير المسموح فيه التقاط الأنفاس، لذلك يبرز الحديث عن التغيير في اللوبي نفسه بحيث يتجه إلى الانكماش والتغيير وإعادة التموضع من أجل استباق حالة الصدام، ثم العودة مجددا إلى التمدد المصحوب بتغيير في الأسماء فقط إلى مسميات أخرى -ربما كحركة الإنقاذ المحافظية ("الجنبلاطية") أو النيو نيو كونزيرفاتيفز، كيف لا وفوكوياما يعتبر برنامجهم أمريكياً مئة في المئة-، ويمكن أيضاً افتراض أن يذهب اللوبي بصقوره صوب التصعيد معتبراً أن أي تراجع في سطوة اللوبي سيؤدي إلى مزيد من التراجع منطلقاً من صعوبة قيادة وضبط أذرع اللوبي في عملية الكر والفر، وينعكس هذا التصعيد بالضرورة اتخاذأً للخيارات الأكثر تشدداً في الخارج والمزيد من الهروب إلى الأمام.
تبقى احتمالات آليات للتغييرربما تقوم بها جهات كوكالة الأمن القومي(NSA )، أو وكالة الاستخبارات المركزية(CIA)، أو مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، ويمكن قراءة تحقيقات فيتزجيرالد أو اتهامات لويس ليبي للرئيس الأمريكي في هذا الإطار، أو ربما يكون اللوبي الإسرائيلي نفسه وراء هذه العملية لتقديم بوش كبش فداء بطريقة تشبه قضية كينيث ستار-مونيكا لوينسكي-البطة العرجاء كلينتون والتي تنسب للوبي نفسه.
لعله من الصعب الافتراض بحصول تحول جدي في الحزب الجمهوري أو في الحزب الديمقراطي الذي يعد المستقطب التقليدي لدعم اليهود، وحتى وصولاً إلى الإنتخابات الرئاسية القادمة، لذلك يبدو من المرجح قدوم مرشح كهي لاري كلينتون بارتباط مع جناح من هذا اللوبي-المحافظين الجدد والذي سيكون مؤدلج الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، أي تغيير في الأسماء والأدوار وبعيداً عن مسميات كـ "الانقلاب الضرورة"، وبالتالي الانتقال من اللوبي-السلطة إلى اللوبي-السلطة وتحت شعار عودة الحرب الباردة.


في هذا السياق يمكننا قراءة
الدراسة التي تقدم بها عميد كلية العلوم السياسية في هارفارد ستيفان والت الذي كان أحد معارضي حرب العراق، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو جون ميرشايمر، حيث شن اللوبي هجوماً عنيفاً بغرض تفريغ الدراسة من مضمونها بدعوى أنها ضعيفة ولا تصلح حتى كورقة عمل، وأنها مستقاة من مصادر النازيين الجدد. لم تأخذ هذه الدراسة مداها في الولايات المتحدة كما في عالمنا العربي بدليل غياب حتى التعليقات عليها من قبل الصحف الأمريكية الرئيسية، واللوبي يتجه إلى هضمها في ضوء ما يفعل دائماً بل ربما يكون قد استفاد منها بعد التململ الذي حصل بافتضاح دور للوبي في فشل العراق، وبالرغم من كون الدراسة قوية بشخوصها وقيمتها إلا أنها تبدو متأخرة زمناً ومضموناً عما هو موجود ومعروف داخل الولايات المتحدة، و في هذا الإطار كنت قد أعددت مس ودة بحث حول اللوبي الإسرائيلي أواخر العام 2001 ، ربما تحتاج إلى التدقيق في المضمون والمصادر، لكني أعتقد أن إجراء المقارنة مع توثيق سابق لعمل اللوبي قد يكون مفيداً.
اللوبي الإسرائيلي
اخترت لفظة اللوبي الإسرائيلي كعنوان للبحث بدلاً من اللوبي اليهودي آخذاً بعين الاعتبار القوى الداعمة لإسرائيل من غير اليهود والمتشابكة في علاقات سرطانية مافياوية مع اللوبيات اليهودية. ثم إنني أعتقد أن الحديث عن الدور الذي يلعبه هذا اللوبي في مطابخ السياسة الأمريكية خاصةً ما يتعلق فيها بالشرق الأوسط وتأثيره الفعال في قرارات دول عظمى كثيرة يبقى مهماً وحيوياً بشكل متواصل باعتباره الموضوع القديم المتجدد.
تلكم أسئلة تطرح استفسارات وتساؤلات أكثر عمقاً وتشعباً عن القدرات الفعلية لهذا اللوبي وماهيته وعناصره وطرق سيطرته، وباختصار يمكن تعريف هذا اللوبي بأنه مجموعات اليهود والعناصر المؤيدة لإسرائيل في البيت الابيض والكونغرس والمحكمة العليا والبنتاغون ومجلس الامن القومي وأجهزة المخابرات الداخلية وال خارجية.
أما عناصره ووسائله فتشتمل على:
1.الصوت الانتخابي اليهودي وأموال التبرعات الانتخابية.
2.المنظمات اليهودية والصهيونية.
3.مراكز الأبحاث اليمينية.
4.وسائل الإعلام.
يصعب الحديث عنها فرادى بسبب نوع من التكامل المرئي وغير المرئي في توزيع الأدوار والمهمات، وكأن هذا اللوبي يمثل دولة لها أجهزتها الخاصة، تتميز بعمل منظم بدءاً من اعداد الدراسات والخطط والأشخاص المؤهلين لبثهم في أروقة الحكم، وانتقالاً إلى سلطة تقرر وتوجه كتل النفوذ مستعينة بأجهزة استخباراتية وأجهزة رشاوي وإفساد ومافيا العالم السفلي، وانتهاء بوسائل إعلام لتسويق أفكارها وعناصرها.
1- الصوت اليهودي:
لقد وهب اليهود أنفسهم للسياسة بهمة وحماس ديني، وهذا يوضح كيف أن لليهود أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات بالمقارنة مع أي جماعة دينية أخرى.
يبلغ عدد اليهود حوالي /6/ ملايين ويشكلون ما نسبته /2.3/ من تعداد الشعب الأمريكي، ويستوطن ما يقارب 89% منهم في /12/ ولاية مفتاحية في الانتخابات حيث أن الأصوات الانتخابية فيها تكفي لانتخاب الرئيس (نسبة الي هود في نيويورك وحدها 9.1%)، وإذا ما أضفنا شريحة كبيرة من أصوات غير اليهود اللذين يحملون آراء انتخابية داعمة لإسرائيل، يصبح من الواضح أن اسرائيل تتلقى دعماً من أكبر جماعات الفيتو الانتخابي في الولايات المتحدة. ولهذا السبب ليس هناك مصلحة لأي مرشح باتخاذ مواقف علنية ضد اسرائيل لأن ذلك سينطوي على خسارة لأصوات اليهود وغيرهم من الداعمين لإسرائيل إضافة لأموال التبرعات في الحملات الانتخابية، وبالتالي يكون لأي مرشح دافع قوي لأن يكون مؤيداً لإسرائيل وهذا بدوره يقوي الدعم لإسرائيل في الكونغرس.
المرشح يجب أن يكون حساساً تجاه اعتبارات الصوت اليهودي مما يؤدي بالضرورة إلى أن السياسة الخارجية للمرشح الناجح سوف تكون متأثرة إلى حد كبير بالوعود التي قطعهاخلال الحملة، مثلا: اتخاذ مرشحي الرئاسة بوش، غور، ماكين وبرادلي مواقف إيجابية أو حتى تعهدات بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
تاريخياً، احتل عدد قليل من اليهود مناصب حساسة في الدولة، لكن هذا الوضع بدأ يتغير تدريجياً، والآن يحتل اليهود عدداً كبيراً من المناصب المؤثرة أكثر من أي وقت مضى، فمثلاً: في الكونغرس الحالي (رقم 107) هناك /10/ سيناتورات يهود (أي 10% من مجلس الشيوخ /9/ ديمقراطيين وجمهوري هو آرلين سبيكتر) /27/ نائباً (6% من مجلس النواب 24 ديمقراطي، جمهوريان ومستقل).
أما الإدارة السابقة فقد كانت يهودية بحق حيث تبوأ يهود أعلى المناصب، وزيرة الخارجية أولبرايت، وزير الدفاع كوهين، مستشار الأمن القومي بيرغر، سفير أمريكا لدى الأمم المتحدة هولبروك، مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط أنديك ،منسق عملية السلام دينيس روس، وزارة الزراعة ومناصب أخرى حساسة، بالإضافة إلى نائب الرئيس المسيحي غور والذي يمكن تصنيفه في خانة اللوبي الإسرائيلي، وكان كلينتون قد عين يهوديين كقضاة في المحكمة العليا.
يتميز أعضاء الكونغرس اليهود بنشاط مؤثر في القضايا التي تتعلق بإسرائيل منهم: جوزيف ليبرمان، توم لانتوس، إليوت انغل، جيسي هيلمز، هنري هايد، شيلي بيركلي. قاد لانتوس حملة وقف المساعدات للبنان في الربيع الماضي، بالإضافة إلى حملته لمنع وصول سورية إلى مجلس الأمن، وكان/38/ عضواً من مجلس النواب بقيادة إليوت أنغل قد طالبوا في رسالة بعثوا بها إلى الرئيس بوش: "ندعو الولايات المتحدة إلى الاعتراض بقوة على محاولة سورية الحصول على مقعد في مجلس الأمن ".
لا تقتصر سطوة اللوبي الإسرائيلي على أعضاءه اليهود بل تمتد لتشمل الغالبية العظمى من الأعضاء فعلى سبيل المثال: في 3. آب. 2001 وقع /98/ سيناتوراً (أي كل مجلس الشيوخ ما عدا اثنين) رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعبرون فيها عن قلقهم إزاء أجواء معاداة السامية على المستويين الشعبي والرسمي في عموم الاتحاد الروسي.
وفي رسالة أخرى إلى الرئيس كلينتون 12. تشرين الأول.2000 وقع عليها 96 سيناتوراً يعبرون فيها عن تضامنهم مع اسرائيل ويحملون فيها السلطة الفلسطينية مسؤولية كبح جماح العنف، وتكمل الرسالة: "إننا نلاحظ – على سبيل المثال- أن حكومة إسرائيل تقترح تسوية لا مثيل لها لتحقيق اتفاقية سلام نهائية بالرغم من الاستفزازات، بالرغم من العنف، بالرغم من التدمير الوحشي لقبر يوسف (موقع يهودي مقدس)، فإن اسرائيل تنشد أن يتوقف العنف حتى تستأنف مفاوضات السلام فيما بعد".
أي أن اللوبي استطاع قلب الآية تماماً – بكل ما تحمله الكلمة من معنى – في معقل التشريع الأمريكي. وفي احصائية بين عامي (1945 – 1985) استطاع هذا اللوبي تحقيق الفوز بنسبة 60% عند التصويت على القرارات المتعلقة باسرائيل (ترتفع في حال موافقة الرئيس إلى 95% وفي حال اعتراضه 27%)، وقد زادت هذه النسبة كثيراً في السنوات الماضية وخاصة في الإدارات الديمقراطية، والمعروف أن 80% من أموال التبرعات اليهودية تذهب لصالح الحزب الديمقراطي (18% من السيناتورات الديمقراطيين هم من اليهود).
لا شك أن الصوت الانتخابي رغم قوته لا يفعل كل هذا، وهنا يأتي دور المنظمات في تعبئة أصوات الناخبين كلهم وربط الحملات الانتخابية للمرشحين بمطالب اسرائيلية بحتة من خلال عملية توجيه ناخبي هذا اللوبي وأموال تبرعاتهم.

- المنظمات:
تتمثل بشبكة تتألف على الأقل من /75/ منظمة مختلفة تدعم اسرائيل بشكل أو بآخر، وأغلبها لا يستطيع قانونياً المشاركة في عمل اللوبي، لكنها ممثلة في الهيئة الادارية لإيباك، وذروة أنشطة هذه الشبكة يكون من خلال مؤتمر رؤساء المنظمات الأمريكية اليهودية الرئيسية، والمؤتمر يتألف من قادة /55/ منظمة مختلفة، وهو مسؤول عن صياغة وربط الحالة اليهودية بقضايا السياسة الخارجية.
يتيح المؤتمر للوبي أن يتكلم بصوت واحد وهو صلة الوصل الرئيسية بين المجتمع اليهودي وجناحه التنفيذي.
تقسم المنظمات إلى قسمين رئيسيين:
1- منظمات التأثير المباشر: مجموعات تقوم بعمليات التأثير المباشر على التشريعات وسن القوانين.
2- منظمات التأثير غير المباشر: لا تنخرط في عمليات اللوبي المباشرة لكنها تقوم بتثقيف وتشجيع أعضاءها ليدخلوا مجال العمل السياسي، وهي تمثل واجهة اللوبي من حيث مشاركتها في الحياة المدنية والدفاع عن الحقوق الدينية وحقوق المرأة والطفل.
من المنظمات نذكر: اللجنة الأمريكية الاسرائيلية للشؤون العامة ( AIPAC)، المنظمة الصهيونية الأمريكية (ZOA) ، منظمة النساء الصهيونيات في أمريكا( HADASHAH)، B’nai B’rith (أسست عام 1943)، الكونغرس اليهودي الأمريكي(A.J.C)، عصبةمكافحةالتشهير((A.D.L، اتحادالإغاثةاليهودية، اتحادالمجتمعات اليهودية (700000 عضو وتبرعات سنوية 2 بليون دولار).
• إيبـــاك:
لعله من الصعب معرفة رأس الأفعى، لكنه بات بحكم المؤكد أن إيباك تحتل موقعاً مرموقاً في قيادة اللوبي الاسرائيلي، وكأنها حائط مبكى يتوافد إليه معظم الساسة الأمريكيين لنيل الرضا والغفران والكارت الأخضر على طريق المنصب مهما كان، بدءاً من وظيفة في الخارجية وحتى رئاسة الجمهورية.
أنشئت هذه المنظمة في عام 1951 (مؤسسها سي كينين) تحت اسم اللجنة الأمريكية الصهيونية للشؤون العامة.
يرأسها حالياً "تيم وولايجر"، وتضم المنظمة /50/ ألف عضو يتوزعون على الولايات الخمسين ويشكلون الطليعة ضد كل ما يهدد اسرائيل ، وقد وصفتها نيويورك تايمز بـ: "أكثر المنظمات أهمية في تأثيرها على علاقة الولايات المتحدة مع اسرائيل".
يشتمل نشاط إيباك على برنامج عمل متكامل يتوزع على عدة أصعدة:
أولاً: نشاط إيباك في الكونغرس وأروقة الإدارة الأمريكية من أجل تقديم الدعم المباشر وغير المباشر لإسرائيل من خلال حوالي 2000 لقاء مع أعضاء من الكونغرس يتم تلقينهم بأوامر إيباك. وقد ساعدت إيباك في تحرير أكثر من 100 تشريع داعم لإسرائيل سنوياً.
وتقسم عمليات الدعم إلى قسمين:
**مباشرة:
1- تأمين المساعدات لإسرائيل: على سبيل المثال فاتورة عام 2002 مررت في مجلس النواب في 24. تموز بـ (381 ضد 46) تتضمن 2.04 بليون دولار كمساعدات عسكرية و720 مليون دولار كمساعدات مالية، مع التأكيد على وصولها مبكرة إلى اسرائيل.
2- محاولة دمج المشاريع الصناعية العسكرية لأمريكا واسرائيل. والمعروف أن أمريكا تقدم الدعم المالي والتكنولوجي لإنجاح برنامج صواريخ حيتس ARROW المضاد للصواريخ الباليستية. كما تدعم تصنيع نظام حزمات الليزر عالي الطاقة THEL المضاد للصواريخ قصيرة المدى (كاتيوشا حزب الله)، بالإضافة إلى التعاون في تطوير نظام ملاحي وتهديفي عالي الفعالية للطائرات المقاتلة.
3- استصدار قرار من الكونغرس ( أغلبية 384 ضد 11 في كانون الاول الماضي ) لقطع علاقات مع ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية . وقد قاد عملية التصويت كل من توم لانتوس وهنري هايد في مجاس النواب والسيناتوران جيسي هيلمز وجو بيدن في مجلس الشيوخ.
4- الضغط على الإدارة لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ومحاولة ثني الرئيس عن الضغط العلني على اسرائيل.
5- فك عزلة اسرائيل الدولية من خلال دعم انخراطها في مجموعة أوروبا الغربية وغيرها من المجموعات الاقليمية (في الأمم المتحدة).
6- محاربة المقاطعة العربية للبضائع الاسرائيلية والشركات الأمريكية التي تتعامل مع اسرائيل.
**غير المباشرة:
من خلال اللعب على وتر المصلحة الأمريكية وتحت غطاء اليمين بحجة مواجهة خطر انتشار الأسلحة التقليدية وغير التقليدية والعمل على محاربة الارهاب.وقد وجدت إيباك في أحداث 11 أيلول فرصة ثمينة لإتمام خططها الطموحة لإدراج أعداء إسرائيل على لائحة أعداء الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي تمييزها كأهداف مستقبلية أوآنية للعمليات العسكرية .
1- منع ايران من امتلاك السلاح النووي حيث تعمل إيباك مع الكونغرس لسن قوانين أكثر شمولية لاحتواء ايران وتفعيل الشراكة الاستراتيجية الأمريكية الاسرائيلية لبناء نظام دفاعي ضد هذا الخطر. وكان الرئيس الأمريكي قد وقع في 3. آب الماضي القرار القاضي بتمديد العقوبات على ايران وليبيا لخمس سنوات قادمة، كما تحاول إيباك توجيه الضغط على الحكومة الروسية لوقف التعاون التسليحي مع ايران من خلال التهديد بتعليق 50% من المساعدات الأمريكية لروسيا.
2- الحد من برامج التطوير التسليحي للدول المارقة (حسب التعبير الأمريكي) وتشمل ايران، العراق، ليبيا، سوريا والسودان من خلال انكار هذه الدول من المساعدات الأمريكية المباشرة وغير المباشرة.
3- الضغط على الحكومة والكونغرس لاستصدار قوانين عقوبات ضد سوريا التي تعتبر محور التهديد العسكري لاسرائيل، وتوجيه حملات مستمرة ضد سوريا ضمن الكونغرس وهي قادت الحملة ضد وصول سوريا لمجلس الأمن، كما قادت حملة وقف المساعدات للبنان لمعاقبة سوريا ولبنان على دعمهم لحزب الله قاعدة المنظمة الارهابية في لبنان (حسب زعمها)والمسؤولة عن عدد كبير من العمليات ضد مواطني الولايات المتحدة واسرائيل، وبرأيهم كان انتصار حزب الله الممهد لاشتعال الانتفاضة والحافز لاستمراريتها وهو لايزال يشكل خطراً حقيقياً على أمن مستوطنات شمالي اسرائيل، واستئصال شأفته أو اضعافه سيكون له الأثر البالغ في اضعاف الانتفاضة وحرمان سورية من أهم أوراقها الضاغطة، كما تتهم سوريا باحتضان منظمات الارهاب الفلسطينية كحماس والحهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومن الملاحظ أن اسم الجبهة قد صار كثير التداول على ألسنة المسؤولين الأمريكيين بعد اغتيال رحبعام زئيفي.وفي هذا الإطار كان لإيباك دور كبير في عملية إدراج حزب الله والمنظمات الفلسطينية على اللوائح الأمريكية
4-قيادة الحملات في الكونغرس والضغط على الرئيس الأمريكي لتوقيع قرار الحرب على العراق.
ثانياً: تحضير أجيال جديدة من العناصر المؤيدة لإسرائيل:
إيباك تدرس وتعلم طلاباً في كل أمريكا وتنمي مهاراتهم القيادية ليصبحوا أعضاء في اللوبي الاسرئيلي وقادة داعمين لاسرائيل. تنشط المنظمة في حوالي 200 جامعة ببرنامج تثقيفي حول أهمية الصداقة الاسرائيلية الأمريكية بالإضافة إلى مدرسة إيباك العليا وبرنامج صيفي داخلي يصنف كأفضل فرصة - على نطاق أمريكا- للشباب السياسي المتحمس.
ثالثاً: إدارة العمليات الانتخابية وربط شعارات الحملات بالأفكار الاسرائيلية:
" القادة الذين يديرون إيباك لا يفوتون فرصة لعرض سطوتهم أمام الساسة الأمريكيين، وكشف وفضح العمليات الاجرامية ورشاوى الحملات الانتخابية يخدم فقط إحكام قبضتهم على كل نائب أو سيناتور يرسل إلى واشنطن، كلهم يتعلمون سريعاً ما تريده إيباك وإلا فإن الاعلام اليهودي (90% من شركات الاعلام في أمريكا) سيهاجم بشراسة أي متهور حتى يهزم".
"نرى أي سيناتور كيف يتحدث بحذر ومبتعداً عن أية إشارة إلى ما يسمى بالعضلات اليهودية والتي يمكن رؤيتها في الاعلام ورشاوى إيباك. الرؤساء وأعضاء الكونغرس يتحدثون بطلاقة عن أموال الحملات التي تأتي من الصين، تايوان، أندونيسيا، وأي مكان آخر بينما يرفضون حتى الهمس باسم إيباك".
في عام 1992 خلال الحملة الانتخابية " أنا شخصياً غير مسموح لي كرئيس لإيباك أن أكون مشتركاً في الحملات الانتخابية الرئاسية لكنني ساعدته (أي للرئيس المرشح)، لقد أمنا له مليون دولار في نيوجرسي وقد أعطيناه موظفين من إيباك. لدينا دزينة من عملائنا في حملته وكلهم سيتبوأون مناصب كبيرة، لقد جمعنا له 63 مليون دولار حتى الآن".
" لقد قامت إيباك بعمل رائع. لقد كنتم فعالين بشكل مدهش" بيل كلينتون.
" أنتم تتأكدون من أن السياسيين يسمعون ما يريده الناخبون، ليس فقط في يوم الانتخاب وإنما في كل يوم من السنة" جورج دبليو بوش عندما كان حاكم ولاية تكساس.
عرض العضلات العلني لإيباك يكون من خلال المؤتمرات التي تعقدها ومن خلال النوادي التي تديرها، وآخر أهم نشاطاتها كان مؤتمر إيباك السنوي 18-20 آذار الماضي بحضور آرييل شارون وكولن باول وغيرهم. إضافة إلى /103/ نواب، /43/ سيناتوراً، و/15/ من مسؤولي الإدارة الأمريكية.
كما تقيم إيباك مؤتمراً آخر في الخريف (كان مقرراً عقده في 14-15 تشرين الأول 2001) ووفق البرنامج المؤقت للمؤتمر كان من المقرر حضور عدد كبير من أهم الشخصيات منهم السيناتور تيد كينيدي وهيلاري رودهام كلينتون ،وبنيامين بن أليعازر (وزير الدفاع الاسرائيلي). بالإضافة إلى صقور الإدارة الأمريكية – غير المستغرب حضورهم- مثل كوندوليزا رايس مستشارة الأمن القومي وريتشارد بيرل رئيس مجلس سياسة الدفاع وهؤلاء أنصار توسيع رقعة الحرب وخاصة بيرل الذي وصف الطلب من سوريا دخول التحالف كالطلب من أسرة مافيا مكافحة الجريمة المنظمة.
أما بالنسبة لنوادي إيباك فهي تتيح لأعضاءها تلقي دعوات لحضور مؤتمرات إيباك وبالتالي الاحتكاك مع صانعي القرار، أو حتى يمكن للأعضاء حسب أهمية النادي الحصول على لقاءات خاصة مع سيناتورات ونواب ومسؤولين، والاشتراك فيها يأتي من خلال تبرعات سنوية للعضو المشترك تتراوح حسب أهمية النادي: نادي الكابيتول هيل (3600 دولار)، نادي السيناتورات (10000 دولار)، نادي الطاقم الرئاسي (25000 دولار)، ونادي مجلس الرؤساء (36000 دولار). وعلى سبيل المثال أتيح لأعضاء نادي السيناتورات تناول عشاء خاص مع آل غور نائب الرئيس وعدد من السيناتورات.
في عام 2001 صنفت إيباك بين أقوى جماعات الضغط في أمريكا حسب القائمة السنوية التي تصدرها مجلة فورتشن، وقد احتلت إيباك المرتبة الرابعة (كانت الثانية عامي 98-99). ولكنها ظلت لوبي السياسة الخارجية الوحيد للمرة الرابعة على التوالي ضمن هذه القائمة.وعلى الرغم من السنة الانتخابية المضطربة والتي دفعت جماعات ضغط ذات قاعدة جمهورية إلى أعلى القائمة وأخرى ديمقراطية إلى مراتب دنيا، وعلى الرغم من أن الجماعات الأخرى ذات قواعد أضخم فإن إيباك حافظت على موقعها القوي نتيجة لفاعلية نشاطها ضمن الحزبين الرئيسيين ونجاح طرقها في استخدام الأموال القذرة وفي توجيه الناخبين.
موسم الحج : 21 ـ 23 نيسان ـ مؤتمر إيباك السنوي ـ
يحضره الرئيس الامريكي جورج بوش و إرييل شارون ودونالد رامسفيلد . وتركز محاور المؤتمر على صوغ الروزنامة السياسية القادمة من خلال عدد من المحاضرات يلقيها إسرائيليوا الإدارة الأمريكية والكونغرس منهم ريتشارد هاس ـ دانييل بايبس ـ مارتن أندك ـ ديفيد ساترفيلد ـ ساندي بيرغر ـ روبرت ساتلوف ـ ويليام كريستول ـ جيمس وولسي ـ إليوت إنجيل ـ والسيناتور توماس داشل. يمكن أن نشير هنا إلى مفارقة حضور بوش ورامسفيلد هذا المؤتمر وحضور باول كممثل للإدارة مؤتمر السنة الماضية مما يوحي بإمكانية وجود صفقة مع اللوبي الإسرائيلي ـ الحليف التقليدي للديمقراطيين ـ , خاصةً وأن الحزب الجمهوري على أعتاب الإنتخابات النصفية في تموز المقبل على ثلث أعضاء مجلس الشيوخ وكل اعضاء مجلس النواب , وبالتالي يكون البعد الثاني للصفقة غض الطرف عن ممارسات شارون أو حتى الرضا بالإجتياح الكامل إضافةً لتصعيد اللهجة ضد إيران وسوريا والإصرار على ضرب العراق.
"يمكن لإيباك مصادرة أي قرار قبل أن يجف حبره على السجلات الفدرالية".
• المنظمة الصهيونية الأمريكية Z.O.A
إحدى أكبر وأقدم المؤسسات الداعمة لإسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية، أنشئت عام 1897 لدعم تأسيس الدولة اليهودية في الأرض التاريخية المزعومة، وكان لها دور أساسي في تعبئة دعم الحكومة والكونغرس والشعب الأمريكي لإعلان قيام دولة الكيان الصهيوني عام 1948. وتضم حالياً /50000/ عضو، ويبرز دورها في دعم التشريعات المساندة لإسرائيل وفي محاربة القاعدة المضادة لإسرائيل في الجامعات وفي الاعلام. ويرأسها مورتون كلين الذي احتل مناصب رفيعة في ادارات نيكسون، فورد وكارتر وهو يصنف بين القادة الخمسة الأوائل لليهود في أمريكا.
• عصبة مكافحة التشهير A.D.L
لوس أنجلس تايمز 26. 2. 1993:
"شبكة استخبارات خاصة مرتبطة بصلات مع عصبة مكافحة التشهير هي قيد التحقيق بسبب جمع معلومات عن أكثر من 12 ألف شخص في عموم أمريكا بطرق غير قانونية"
وتتضمن قائمة التجسس بشكل خاص العرب الأمريكيين والمسلمين السود والأمريكيين من أصول ايرلندية ، نشاطات للأجنحة اليسارية، مجموعات لغرين بيس وصحف وصحفيين ممن يحملون أفكاراً معتدلة إزاء العرب والقضية الفلسطينية.
-
وقد حاولت هذه المنظمة ربط أولئك الأشخاص بتهمة الاتصال مع منظمة التحرير الفلسطينية والوقوع تحت سيطرة رشاوى دول الخليج العربي. و منذ عام 1990 بدأت بتوريطهم بتهمة الاتصال مع المنظمات الارهابية الفلسطينية.
-
إلا أن الفضيحة طويت قبل توجيه الاتهام لها والسبب لا يعود فقط لتأثيرها الكبير في أروقة الحكومة وإنما من خلال صفقة شاملة في إطار عملية السلام في الشرق الأوسط وشبه اعتذار عن قضية الجاسوس جوناثان بولارد وخليته المرتبطة بها وبالموساد.

-مراكز الأبحاث اليمينية:
منها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومركز دراسات المجتمع اليهودي( يديره دوري غولد سفير اسرائيل لدى الأمم المتحدة).
• معهد واشنطن:
يعتبر هذا المعهد القلم الرئيسي في صياغة شكل السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط من خلال الدراسات التي يقدمها أو من خلال العاصر المرتبطة به والتي تحتل مراكز صنع القرار - المتعلقة بالمنطقة- في الإدارات الأمريكية. إضافة إلى دوره الكبير في تصدير الكتاب والصحفيين المتخصصين والذين يوجهون دفة الاعلام الأمريكي.
أسس هذا المعهد مارتن أنديك في عام 1985، ويديره حالياً دينس روس وكوكبة من الموظفين غالبيتهم من اليهود منهم ديفيد ماكوفسكي، دافيد شينكر، الجنرال شلومو ياناي من الجيش الاسرائيلي،زئيف شيف(هآرتس) ،ايهود يآري (التلفزيون الاسرائيلي) ومايكل روبن.
ومن أعضائه الزائرين وارن كريستوفر، ألكسندر هيغ، جورج شولتز، إضافة إلى العناصر الاسرائيلية في ا لإدارة الأمريكية بول وولفوفيتز مساعد وزير الدفاع وريتشارد بيرل (ذكر في إيباك).
يشتمل برنامج عمل المعهد نشاطات واسعة من الأبحاث والحلقات الدراسية والمؤتمرات اضافة الى رحلات دراسية إلى المنطقة ،ويعمل أيضاً على تزويد صناع السياسة والدبلوماسيين وأجهزة الاعلام المرئية والصحفيين بالدراسات والتحليلات. ويبرز في هذا المجال دور الكتاب والصحفيين التابعين لمعهد واشنطن بعد العمليات الانتحارية وقبلها في تحريض الرأي العام الأمريكي والإدارة الأمريكية ضد العرب والمسلمين وبخاصة ضد أعداء اسرائيل،وتظهر على صفحات الرأي في النيويورك تايمز، واشنطن بوست والوول ستريت جورنال وصحف أخرى إضافة إلى التلفزة الأمريكية. على سبيل المثال ما كتبه كل من روبرت ساتلوف، دينيس روس و مايكل روبن في الآونة الأخيرة في صحف أمريكا الاسرائيلية.
لعل أهم نشاطات هذا المعهد الدراسات الرئاسية التي يقدمها المعهد كل أربع سنوات والتي تسهم بشكل أساسي في تحديد سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إضافة إلى تولي عدد كبير من مجموعات عمل هذه الدراسات مناصب حساسة في الادارات المتلاحقة.
-في عام1996 أنجزت درا سة بمجموعة عمل مكونة من /40/ عضواً وعلى رأسهم روبرت ساتلوف، السيناتور جوزيف ليبرمان، ألكسندر هينغ، جيمس وولسي.
-عام 1992 ضم فريق العمل أنتوني ليك (مستشار الأمن القومي) ومادلين أولبرايت (سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة).
-عام 1988 احتل /6/ من مجموعة الدراسة مراكز مهمة في إدارة بوش الأب.
-دراسة عام 2000 والتي قدمت لبوش الابن وعنوانها (أمريكا والشرق الأوسط في قرن جديد) فقد تمت بفريق عمل من /52/ شخصاً معظمهم من اليهود يقودهم جوزيف ليبرمان وأنتوني ليك ألكسندر هينغ وغيرهم.
مما سبق يمكننا أن نفهم مدى قدرة هدا المعهد و خاصة دور يهوده، وإذا ما رجعنا للتاريخ يمكننا تذكر هنري ألفريد كيسنجر الذي كان الرئيس الخفي في إدارة نيكسون وفورد وتنسب له صياغة حرب التحريك المصرية (عام 1973) ودوره الكبير في ويلات حرب لبنان ونتذكر أيضاً زبغنيو بريجنسكي (مستشار الأمن القومي في إدارة جيمي كارتر) والذي يعتبر صاحب فكرة حرب الخليج من أجل سيطرة أمريكا على عنق الزجاجة النفطية.
أما حالياً في عصر ما بعد عاصفة الطائرات فقد تكلمنا عن دور المعهد في توجيه الرأي العام الأمريكي بالاض افة الى دور أعضاء المعهد وولفوفيتز (مساعد وزير الدفاع) وبيرل (مستشار وزارة الدفاع) في حث الادارة الأمريكية على الاقتصاص من أعداء اسرائيل " القضاء على الارهاب والقضاء على الدول التي تدعم الارهاب وتؤويه " كما قال وولفوفيتز،إضافة إلى جوزبف ليبرمان الذي يقود الحملات المتواصلة في الكونغرس لتأييد ضرب العراق وألكسندر هيغ الذي صرح بأن سوريا يجب أن تكون الهدف الجديد للحرب على الإرهاب فهي تدعم المنظمات الإرهابية حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله.
وعلى سبيل المثال يمكننا قياس حجم التأثير اليهودي من خلال التطابق بين رد الفعل الأولي على المستوى الأمريكي الرسمي وموقف صقور الإدارة الأمريكية وبين محاضرة ألقاها روبرت ساتلوف مدير المعهد سابقاً ودينيس روس في 13 أيلول أي بعد يومين فقط من الحادث و قبل توجيه التهمة إلى أي أحد.
وكما ورد في المحاضرة على لسان ساتلوف الدي دعا لحرب شاملة محاولاً فصل الارهاب عن مسؤولية اسرائيل اضافة جذب الاهتمام إلى نقاط أخرى فقال أنه لمعرفة موقف إيران يجب قراءة صحفها في اليومين الماضيين والتي كانت مليئة بالنقد اللاذع (وليس شجب رئيسها للعملية)، و ذكر أن قادة حماس والجهاد ال اسلامي في غزة والضفة ودمشق لم يشجبوا هذا العمل وقالوا أن أمريكا نالت ما تستحق. " إذا ثبت أنه أسامة بن لادن وقاعدته فليس السبب سياسة أمريكا في الشرق الأوسط أو أي عمل كان يمكن أن يتم بطريقة مختلفة، وإنما بسبب من نحن وليس بسبب ما فعلناه، إنها حرب على قيمنا … على دور المرأة في مجتمعنا.. وأي أحد يقترح توصيفاً آخر سيكون متناسياً لظاهرة حقيقية ومتنامية في أجزاء من المجتمع الاسلامي".
" أنا متأكد أنها مجرد صدفة ولكن أعتقد أنه من المهم ذكر ما ظهر في اليوم نفسه لما حصل في نيويورك. في افتتاحية الحياة الجديدة الصحيفة الرسمية للسلطة الفلسطسنية (انتحاريوا اليوم هم اللاحقون النبلاء للسابقين النبلاء – انتحاريي لبنان- الذين لقنوا المارينز الأمريكي درساً قاسياً في لبنان. الانتحاريون هم ملح الأرض ومحرك التاريخ)" في 11/9/2001.
ثم يكمل سيل اتهاماته لتشمل الكل :
" نعلم أن الرئيس العراقي هو الوحيد الذي أثنى على الهجمات وأن الأفغان يقدمون الحماية والدعم لأسامة بن لادن ونعلم أن الباكستانيين نقطة علام في دعمهم لابن لادن وهناك احتمال لتحالف عدد من المجموعات مع أسامة بن لادن ك حزب الله السعودي والجهاد الاسلامي وحزب الله في لبنان وهذا أوتوماتيكياً يطرح السؤال عن الدول التي ترعى هذه المنظمات، هل يمكن أن يكون هناك فصل بين أولئك المجرمين وبين من يؤونهم أو بين المجرمين ومن يدعمهم وهل هذا المعيار يطرح الأعمال الارهابية السابقة، بالطبع لقد ورد ذكر الإيرانيين ثلاثين مرة في تحقيقات الخبر ومسؤولوا الحكومة الإيرانية ذكروا بالأسماء ثلاثين مرة.
"سيكون من السهل إذا ثبت أنه أسامة بن لادن حشد /50/ دولة لضرب أفغانستان ولكن هل هذا سيحل المشكلة. باعتقادي لا فالمشكلة أعمق وأوسع. والنموذج الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا أنها حرب يمكن أن نكون فيها منتصرين ،إنها مرض يتطلب جهداً طويلاً لعزله وإيجاد مضاد لسمه".
4- وسائل الاعلام:
تصنف وسائل الاعلام كسلطة رابعة أو ثالثة، لكن أهميتها تزداد في بلدان الديمقراطية الحديثة وخاصة في حالة كون خيوطها مشبوكة بيد واحدة أو بجسم واحد. ولقد وعى يهود العالم أساسية هذه المسألة مبكراً فاتجهوا صوب هذا العمل بكثافة مكنتهم خلال العصر الحديث من السيطرة شبه المطلقة على وسائل الاعلام الأمريكية إضافة إلى توجيه الاعلام في منا طق أخرى كثيرة من العالم. تاريخياً أنشأ اليهود الوكالة اليهودية البرقية JTA في عام 1917 كشبكة أخبار عالمية تنتج التقارير والتحليلات حول الأحداث والقضايا التي تتعلق بيهود العالم.
في عالم اليوم ليس هناك سلطة تعلو على القوة التي تدار من قبل المتعاملين والضاربين بالرأي العام في أمريكا، هذه القوة التي تصنع وتقولب عقل كل مواطن كبير السن أو صغيره، فقيراً أو غنياً، بسيطاً كان أم مثقفاً. هذه القوة التي تقرر ما هي آفاق الآراء والتفكير حول قضايا الناس وتصرفاتهم من خلال تصنيع هذا التصرف- مثلا-ً في سياق الكلام – لدراما تلفزيونية أو فقرة كوميدية- لنجم يتصرف بالنسبة للناس بالطريقة الصحيحة، وهذا بسبب أن أولئك المضاربين لا يكتفون فقط بتحريف ما يقدمون بل إنهم يؤسسون حدوداً للفهم وأرضية لقواعد تحكم طيف الآراء المسموح بها، لذا نجد العامة تكيف أراءها حسب تلك القواعد وتصوت وفقاً لها، بل إنها تكيف حياتها على ألحان تلك المنظومة.
• الاعلام المرئي والمسموع:
حالياً تعد شركة والت ديزني أضخم كتلة اعلامية. امبراطورية ديزني والتي يرأسها رجل وصف بأنه نابغة في الادارة هو مايكل إيزنار (يهودي) تضم عدة شركات انتاج تلفزيونية، (والت ديزني- توتش ستون- بيونافيزتا)، وشبكة كابل بحوالي 14 مليون مشترك وشركتي إنتاج للفيديو.بالنسبة للأفلام تتألف مجموعة والت ديزني للأفلام –يرأسها جو روث (يهودي)- من شركات (هوليود- توتش ستون- كاررافان)، وتملك أيضاً شركة ميراماكس فيلم، بالإضافة للتلفزيون والأفلام تملك المؤسسة مدن الملاهي العالمية ديزني لاند –ديزني وورلد- إيبكوت سينتر- يورو ديزني- توكيو ديزني لاند.تبيع ديزني سنوياً بقيمة حوالي بليون دولار من الكتب والألعاب والألبسة.في عام 1995 اشترى إيزنار كابيتال سيتيز A.B.C.A (تملك هذه الشركة عدداً من المحلات الكبرى بالإضافة إلى 225 محطة في الولايات المتحدة وتملك أجزاء من عدة شركات تلفزيونية أوروبية) من أجل خلق امبراطورية اعلامية بمبيعات تصل إلى 16.5 بليون دولار.
تأتي في المرتبة الثانية شركة تايم وارنر والتي يرأٍسها جيرالد ليفين (يهودي) تملك هذه المؤسسة أضخم شبكة كابل تلفزيونية. وورنر ميوزك أضخم شركة تسجيل في العالم تضم حوالي 50 فرعاً أهمها وارنر برديرز يرأسها داني غولدبرغ وستيوارت هيرش وكلاهما يهوديان، ويعد قسم النشر لشركة وارنر – يرأسه نورمان بيرلشتين (يهودي)- أضخم ناشر للمجلات في الولايات المتحدة (مجلات تايم، بيبول، فورتشن).
في المرتبة الثالثة تأتي شركة فياكوم (يرأسها سامنر ريدستون- الأم يهودية) بمبيعات تزيد على 10 بليون دولار في السنة.تنتج هذه الشركة وتوزع البرامج التلفزيونية، تملك 24 محطة تلفزيونية وإذاعية وتنتج الأفلام من خلال شركة باراماونت والتي ترأسها اليهودية شيري لانسينغ، وبالإضافة إلى شركات أخرى تملك فياكوم شركة M.T.V والتي تضخ منتجاتها إلى حوالي 210 مليون منزل في 71 بلداً.
في المرتبة الرابعة تأتي الشبكة الإخبارية لروبرت مرودوخ (يهودي) والتي تملك شبكة تلفزيون فوكس وفوكس فيلم وغيرها… .
خامساً تأتي شركة سوني اليابانية والتي يرأس فرعها في أمريكا مايكل شولهوف (يهودي).
أضخم ثلاث شركات بث تلفزيونية NBC,CBS,ABC كانت تدار من قبل يهود (ABC ليونارد غولدينسون)، (CBS وليام بالي ومن ثم لورينس تيسك)، (NBC دافيد سارنون ومن ثم ابنه روبرت). وخلال فترة لعقود عدة وظفت هذه الشبكات اليهود من القاعدة إلى القمة،على سبيل المثال في محطة NBC (والتي هي جزء من شبكة ديزني) يدير اليهود جميع البرا مج الإخبارية. بوب ريخبلوم (صباح الخير أمريكا)، فيكتور نوفيرلد(20-20)، ريك كابلان (أخبار العالم المسائية).
• الاعلام المقروء:
منذ بداية هذا القرن، وبعد أن أصبحت القدرة التجارية اليهودية قوة اقتصادية مسيطرة نتج عنها زيادة ثابتة في عدد الصحف الأمريكية بين أيدي يهود، وبالمقابل انخفاضا في عدد الصحف المحترمة التي صارت سجينة الرغبة اليهودية بسبب سياسات التجار اليهود في الدعاية والاعلان.
الصحف: يملك اليهود الآن الصحف الثلاث الأكثر شعبية وتأثيراً في أمريكا: النيويورك تايمز – الواشنطن بوست – والوول ستريت جورنال.هذه الثلاثية تشكل الدليل الذي تسير وفقه معظم الصحف الأخرى. فهي تقرر ما هو الخبر وما هو ليس كذلك، وهي تنظم الأخبار والآخرون ينقلونها.
- النيويورك تايمز: تمثل دليل أمريكا الرسمي للسياسة والثقافة والموضة وللتسلية (ثالث أعلى توزيع). تملكها عائلة أوخ اليهودية منذ عام 1896 ويرأسها حالياً حفيد العائلة أرثر أوخ سالزبورغ. يتبع لشركة النيويورك تايمز /33/ صحيفة أخرى، 12 مجلة، ثلاث دور نشر للكتب وغيرها من ا لمحطات التلفزيونية والإذاعية.ترسل خدمة النيويورك تايمز الأخبار والتحقيقات والصور لحوالي /509/ صحف ووكالة إخبارية ومجلة تشمل /50/ بلداً.
- الواشنطن بوست: تملكها كاثرين ماير غراهام (يهودية) وحالياً يدير ابنها دونالد شركة الواشنطن بوست التي تملك عدداً من الصحف والتلفزيونات والمجلات.
- الوول ستريت جورنال: أكبر نسبة توزيع في أمريكا بـ 1.8 مليون نسخة يومياً تملكها شركة داوجونز وشركائه وهي تنشر أيضاً 24 صحيفة أخرى. يرأس هذه الشركة بيتر كان (يهودي).
المجلات: يملك اليهود المجلات الثلاث الأكثر شهرة في أمريكا.
- التايم: (41 مليون نسخة) تملكها شركة تايم وورنر (يرأسها اليهودي ليفين).
- نيوزويك: (3.2 مليون نسخة) تملكها شركة الواشبطن بوست.
- اليو إس نيوز أند وورلد ريبورت (2.3 مليون نسخة) يملكها مورتايمر راكرمان (يهودي) بالإضافة إلى صحيفة الديلي نيوز (سادس أعلى نسبة نسبة توزيع في أمريكا).
دور نشر الكتب: يملك اليهود أو يديرون 3 من أصل 6 أكبر دور نشر في الولايات المتحدة. في ا لمرتبة الأولى راندوم هاوس، الثالثة سايمون أند شوستر، والسادسة تايم وورنر تريد غروب.
وإذا ما أضفنا صحفاً ووسائل اعلام أخرى للملكية اليهودية كالهيرالدتربيون (تملك شركة نيويورك تايمزجزءا منها) والصاندي تلغراف والديلي تلغراف (يملكها كونراد بلاك، متزوج من صحفية يهودية موتورة هي بربارة إميل). إضافة إلى امبراطورية بوريس بيريزوفسكي يمكننا الحديث بحق عن امبراطورية اعلامية يهودية عالمية دأبت على ابتزاز العواطف وتشويه حقائق وأحداث فصورة اليهودي المظلوم أبداً ماثلة في عقول الأمريكيين وغيرهم في حين أن العربي أو المسلم متعصب انتحاري ظالم.
لعبت أفلام هوليود دوراً كبيراً في تثبيت هذه الصورة وحسب كلام مارلون براندو في برنامج لاري كينغ لايف "هوليود تدار من اليهود ويملكها اليهود الذين يجب عليهم أن يكونوا أكثر حساسية تجاه قضايا شعب يعاني". أنتجت هوليود العديد من الأفلام في هذا السياق كأن يقال في أحد الأفلام "لست يهودياً ليحق لك أن تتظلم هكذا" إضافة إلى كثير من الأفلام التي تتحدث عن الارهاب العربي الاسلامي وخطره على أمن الولايات المتحدة وشعبها نذكر منها، الحصار، تحت الحصار، قواعد الارتباط .. فيلم الحصار( من إنتاج شركة فوكس القرن العشرين) كان صورة مصغرة عن الحوادث الأخيرة فهو يتحدث عن تفجيرات للباصات والمباني في مدينة نيويورك بأيدي عرب مسلمين متطرفين ثم يلحق التهمة بأسامة بن لادن (أحمد بن صلاح) ثم يربطها مع السودان أو ليبيا أو العراق أو ربما سوريا. أي أن الصاق التهمة بأسامة بن لادن كانت منطقية بالنسبة للأمريكيين بعد الأحداث الأخيرة بالإضافة إلى بديهية مصلحة دول أخرى تعتبرها أمريكا ارهابية أو داعمة للارهاب.
على سبيل المثال أيضاً ذكرت نيويورك تايمز في عددها بتاريخ 6 نيسان1989 أن فوزي سالم علي ماضي وهو من قوة 17 التابعة لفتح ملقب بأبو هتلر وقد سمى ولديه هتلر وايخمان ،ولا ننسى عواميد توماس فريدمان في هذه الصحيفة الأكثر اسرائيلية وكأن أفيغدور ليبرمان يكتب فيها.
على ان الأكثر خطورة في سيطرة اللوبي الإسرائيلي على الإعلام في الفترة الحالية يتجسد في قيادة الرأي العام الأمريكي لحث الرئيس بوش على إتخاذ قرارات الحرب على الجبهات المتعددة والتي تصب في النهاية في مصلحة إسرائيل وحدها ـ أربعة من كل خمس أمريكيين يؤيدون الضربات العسكرية ـ. أما على المدى البعيد فإن هذا الإعلام يؤدلج لخلق جيل أمريكي متعاطف إلى حد بعيد مع إسرائيل ومعبأ بالقدر نفسه ضد العرب .